الأزمة في تونس: بلد "ثورة الياسمين" تحول إلى بؤرة للصراع الإقليمي
قال بيان للرئاسة المصرية الأثنين الماضي إن عبد الفتاح السيسي اتفق مع وزير الخارجية الجزائرية، رمطان لعمامرة، على الدعم الكامل للرئيس التونسي، قيس سعيد.
لكنّ بيان وزارة الخارجية الجزائرية لم يأت على ذكر الشأن التونسي، مكتفيا بالقول إن لقاء السيسي بلعمامرة بحث ملفات أخرى مثل ليبيا وفلسطين.
You might like this:
اعتقال غريب لببغاء يعمل مع تجار مخدرات.. لم يتم الإفراج عنه قبل 3 أشهر
الطائر الأليف الذي أعتاد الإنسان على تربيته، كان يستخدمه تجار المخدرات في الإفلات من الحملات الأمنية، عبر تنبيههم بقدوم رجال الشرطة. |
وبدت الجزائر نشطة، إذ كان الرئيس، عبد المجيد تبون، أوّل مسؤول يتواصل مع نظيره التونسي بعد إعلانه إقالة حكومة هشام المشيشي وتعليقه أعمال البرلمان. وزار لعمامرة تونس في مناسبتين، في غضون أيّام.
ويقول المحلل السياسي الجزائري، كمال زايت، لبي بي سي، إنّ "بلاده لا تُغلّب فريقا على فريق ولا تحرّض طرفا ضدّ طرف آخر" في الأزمة الحالية في تونس، مضيفا أنّ "من مصلحة الجزائر استقرار الأوضاع في تونس وعدم الانزلاق نحو سيناريوهات شهدتها دول عدّة في المنطقة".
استقطاب إقليمي
ومساء الثلاثاء، قال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إنّ الرئيس، عبد الفتاح السيسي، يدعم سعيد بشكل تامّ، وهو الموقف الرسمي الأكثر وضوحا في المنطقة. وقالت السعودية والبحرين والإمارات، بصيغ مختلفة، إنها حريصة على أمن تونس واستقرارها، بينما دعت قطر إلى "تغليب صوت الحكمة وتجنّب التصعيد".
أمّا لدى الجار الليبي، فبدا المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية في وضع المراقبة الحذرة للوضع في تونس، في الوقت الذي وصف فيه قائد قوات شرقي ليبيا، خليفة حفتر، ما يجري بـ"انتفاضة الشعب التونسي ضدّ الإخوان"، مقابل اعتباره "انقلابا" على لسان رئيس المجلس الأعلى للدولة، خالد المشري.
وبعد خطاب وُصف بالتصعيدي في المرحلة الأولى، تراجعت تركيا خطوة إلى الوراء لتدعو الأطراف التونسية كافّة إلى التهدئة. وأبلغ الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، نظيره التونسي بأهمية استمرار عمل البرلمان.
You might like this:
سمكة قاتلة تصل إلى سواحل تونس... وتحذير من اصطيادها وأكلها
حذّرت الجمعية التونسية للدراسات والبحوث المتعلقة بالحوتيات، الأحد، من ظهور سمكة الأرنب السامة على السواحل التونسية، التي قد تؤدي إلى موت كل من يتناولها. |
واعتبر المحلّل السياسي الجزائري، كمال زايت، أنّ تونس لا تزال "آخر حصن للديمقراطية في المنطقة"، وهو ما يفسّر، حسب رأيه، "ضرورة التمسّك بالحوار كخيار رئيسي، خاصّة في ظلّ تدهور الأوضاع المعيشية في البلاد".
المديونية الخارجية
وأبدت دول عربية عدّة استعدادها لتقديم يد المساعدة إلى تونس لتجاوز أزمتها الاقتصادية، إذ قال بيان لمجلس الوزراء السعودي، مساء الثلاثاء، إنّ المملكة ستقف "إلى جانب كلّ ما يدعم أمن واستقرار الجمهورية التونسية".
لكنّ المواقف الغربية كانت أكثر حدّة، إذ ضغطت باتّجاه ضرورة العودة إلى الدستور.
وفي سابقة هل الأولى من نوعها، اتّصل مستشار الأمن القومي الأمريكي، جاك سوليفان، الأحد، بالرئيس التونسي، قيس سعيد، ليدعوه إلى ضرورة التعجيل بتشكيل حكومة قادرة على مجابهة الأزمة الاقتصادية والصحية في البلاد، واستئناف "أعمال البرلمان المنتخب بشكل تدريجي".
واعتبر رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية حول المغرب العربي، عدنان منصر، أنّ "الموقف الخارجي بالنسبة لدولة مدينة تمرّ بصعوبات اقتصادية كبرى مؤثر بدرجة كبيرة"، مضيفا أنّ "الاتصالات والبيانات الصادرة عن الشركاء الاقتصاديين لتونس لا تحثّ سعيد على وضع خارطة طريق فحسب بل تحدّد حتّى طبيعة الشخصية التي سترأس الحكومة المقبلة".
ودفعت تونس، الشهر الماضي، 500 مليون دولار من ديونها المستحقة وهو المبلغ ذاته الذي ستدفعه خلال الشهر الجاري.
هواجس الداخل التونسي
ويرى منصر أنّ أطراف الأزمة تسعى للحصول على مساندة خارجية، وفي أدنى الحالات على نوع من الصمت. وبداية الأسبوع الماضي، أجرى وزير الخارجية التونسي، عثمان جراندي، اتّصالات مكثفة بنظرائه في تركيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا والاتحاد الأوروبي "لطمأنتهم" بعد قرارات سعيّد.
You might like this:
اسرار الحرب الباردة...
مؤتمر ميونخ 29 سبتمبر 1938، في هذا التاريخ عقد هتلر أول خطوة سياسية ليمهد للحرب، لم يكن هذا التاريخ لإظهار قوة ألمانيا فقط، وإنما أظهر الدول العظمى انذاك في موقف الضعفاء حيث انصاعت هاته الدول لمطالب هتلر وألمانيا رغم عدم شرعيتها بكل سهولة، ومن هناك اخذت قوة فرنسا وبريطانيا بالسقوط والتراجع ، فما إن وضعت الحرب أوزراها حتى خرجت للساحة السياسية للعالم تماما ليرثها الاتحاد السوفياتي والو م أ، ولكن هذه القوى العالمية الجديد ليست كسابقيها متحالفة بل أخذت مدأ الصراع والحرب االايديلوجية، هذا ما يطلق عليه سياسيا بالحرب الباردة،هذا ما يجرنا لطرح عدة تساؤلات حول هته الحرب نلخصها في الاشكالية التالية: |
وقالت الهيئة الإدارية للاتحاد العام التونسي للشغل، وهي أعلى سلطة في كبرى النقابات في البلاد، إنها ترفض "تدخّل بعض الدول في الشأن الداخلي التونسي بمنطق الوصاية"، مشدّدة على "استقلالية القرار الوطني والإيمان بقدرة التونسيات والتونسيين على حلّ مشاكلهم بعيدا عن التبعية والاصطفاف".
وأشار عدنان منصر إلى أنّ "تونس تجد نفسها اليوم في بؤرة الصراع الإقليمي"، موضحا أنّ "البلاد قد تغيّر موقعها من ضفّة إلى أخرى، وهو ما سينعكس بشكل مباشر على علاقاتها".