قصة البطلة “دورا راتجين” التي خدعت العالم
سطرت ألمانيا تاريخا جديدا في ألعاب القوى وضمت ميدالية ذهبية بالقفز العالي إلى دولاب ميدالياتها, عن طريق “دورا راتجين” البطلة القومية. والتي حملت ألوان المنتخب الألماني لألعاب القوى بمسابقة رياضية نسائية. إلا أنه وعلى غير المعتاد حصل أمر بالغ الأهمية أفسد على البطلة وعلى ألمانيا فرحتهما بشكل تام فدعونا نتعرف إلى السبب وما ترتب عليه من أحداث غريبة.
دورا راتجين.. اسم شهير لرياضية ألمانية وبطلة أولمبية، شاركت في المسابقات الدولية والمحلية للسيدات. وفي عام 1938، شهدت بطولة أوروبا للسيدات، تحقيق دورا لإنجاز جديد، حين حصدت الميدالية الذهبية بقفزة بلغت نحو 1.67 متر، في رقم قياسي لم يحقق من قبل. إلا أن تلك النجاحات المدوية لم تستمر طويلاً، حينما انكشف سر دورا بالصدفة البحتة في القطار السريع.
قد يعجبك ايظا:
عدد حسابات الموتى ستتجاوز عدد الأحياء في فيسبوك خلال 50 عامًا
خلال الأسبوع الماضي، نشر كارل أومان ويديفيد واتسون العاملان بمعهد الإنترنت بجامعة أكسفورد ورقة بحثية تنبأت بأن عدد حسابات القلتى والمتفوفون عبر الشبكة الاجتماعية سيفوق بمراحل عدد الأحياء على الشبكة وذلك بحلول عام 2070. |
رجل في زي امرأة..؟
في 21 شهر سبتمبر عام 1938، كان البطلة الرياضية على موعد مع ما غير حياتها للأبد، فبينما كانت على متن القطار السريع المتجه من مدينة فيينا إلى كولونيا، اشتبه مسؤول التذاكر بالقطار في دورا، وأبلغ الشرطة بوجود رجل يرتدي زي فتاة، لذا قامت الشرطة على الفور بإلقاء القبض عليها، موجهة إليها تهمة الاحتيال والتزوير.
في هذا الوقت، لم يجد دورا أمامه إلا البوح بقصته كاملة، ولكن بعد تردد شديد، أنهاه بالاعتذار عن ممارسة الرياضة من جديد، الأمر الذي حسم بعد كشف الأطباء على دورا، وبعد حكم القضاء الذي أشار إلى عدم ثبوت تهمة الاحتيال عن عمد عليه.
قد يعجبك ايظا:
فوينيتش المخطوطة الأكثر غموضًا على الإطلاق
الكتاب المليء بالرسوم التوضيحية والمعروف باسم مخطوطة فوينيتش (المعروف أيضًا باسم MS 408 في مكتبة ييل) قديم جدًا، ولا أحد يعرف من كتبه، ولا أحد يعرف ما يعنيه. يمكن أن يكون فنًا خارجيًا أو عملًا موجهًا أو قد يكون له معانٍ عميقة، وربما كيميائية. |
بداية القصة
في 22 نوفمبر من عام 1918، رزقت عائلة راتجين بمولود له أعضاء تناسلية مشوهة، دفعت الداية إلى اعتباره ذكراً في البداية، قبل أن تعدل قرارها وتشير إليه كأنثى، ليلقب المولود باسم فتاة هي دورا، وتعيش على هذا الوضع لسنوات طويلة.
وعلى الرغم من تشكك دورا في جنسها، خاصة مع بلوغها عامها الـ11 حيث لاحظت أنها ولد وليس فتاة، فقرر أن يحتفظ بسره لنفسه ويعيش فتاة كما يعتقد من حوله. كما أن التحدث في الأمور المرتبطة بتلك الأمور كان من الأشياء المحرجة في مثل هذا الوقت.
المثير أن الحالة العجيبة، التي اضطر دورا أن يعيش بها سنوات مراهقته كاملة، لم تمنعه من ممارسة الرياضة، وتحديداً رياضة الوثب العالي بكل احترافية، ولكن في بطولات السيدات. إذ شارك بين أعوام 1936 و1939 في عدة بطولات أوروبية وعالمية، من بينها أولمبياد برلين لعام 1936، التي حقق فيها المركز الرابع كفتاة. قبل أن يكتشف الجميع بالصدفة البحتة أنها رجل
كذلك تغيرت نظرة والد دورا المتصلبة إلى القصة برمتها، حيث ذهب بنفسه إلى الشرطة للمطالبة بتعديل جنسية ابنه من أنثى إلى ذكر، وكذلك اسمه من دورا إلى هاينريش، بعد أن كان رافضا لهذا الأمر في البدايات.
قد يعجبك ايظا:
كبير أساقفة الإمبراطورية الرومانية
قصة ينقلها لنا الصحابي الجليل |
ومنذ ذلك الحين، عاش هاينريش أخيراً في ثوب الرجل، إذ عمل في متجر والديه، ورفض أن يدلي بأي تصريحات صحفية حتى توفى عام 2008، عن عمر يناهز الـ 90 عاماً، بعد حياة مديدة وعجيبة.
عاش بدايتها باسم دورا الفتاة الرياضية، التي أثارت الجدل بملامحها الرجولية، وأكملها باسم هاينريش، الرجل الهادئ الذي مات عجوزاً في صمت ووقار.